|
غنغرينا القدم تهدد ببتر أطراف مرضى السكري |
الكاتب : الشرق الأوسط |
القراء :
6003 |
غنغرينا القدم تهدد ببتر أطراف مرضى السكري د. خالد إدريس لـ"الشرق الأوسط": الإصابة بها تعني موت الأنسجة .. والخلطات الشعبية ليس لها أساس علمي الشرق الأوسط الخميـس 01 ذو القعـدة 1426 هـ 1 ديسمبر 2005
جدة: د. عبد الحفيظ خوجة يعتبر داء السكري من أمراض العصر، التي تؤثر على عدد من الأجهزة العضوية بالجسم. وتكمن مشاكل هذا المرض في المضاعفات الخطيرة التي يمكن أن تنتج من جراء إهمال علاجه، فمضاعفاته لا تتوقف عند أعراض الإصابة به فقط، بل تمتد لما هو أسوأ إذا لم يستطع المريض التعامل معه بالتنظيم الغذائي والمحافظة على تناول العلاج المناسب. ضيق أو انسداد الشرايين الطرفية أحد أهم مضاعفات مرض السكري، وقد يؤدى إهمال علاجه إلى حالات شديدة الخطورة تؤدي إلى حدوث غنغرينا وبتر للقدم أو الساق، وهناك طرق عديدة للعلاج.. منها الجراحية والتدخل بالقسطرة للتوسيع وتركيب الدعامات. وقد تبدأ المشكلة باحمرار مزمن في الجلد بالأطراف بسبب اضطراب الأوعية الدموية، أو على شكل بقع بنية اللون في الساقين ثم يشكو المريض من نقص في الإحساس في الجلد مما ينتج عنه ظهور قرحة على الجلد وغالباً ما يصيب الساقين والقدمين، يلي ذلك تقلصات عضلية بالساقين وإذا لم يعالج جيداً قد يؤدي لظهور الغنغرينا وهو موت الجزء الذي ينقطع عنه الدم مما قد يحتاج في النهاية كضرورة علاجية إلى بتر الطرف المصاب. السكري والغنغرينا : هل هناك علاج للغنغرينا إذا ما حدثت لمريض السكري؟ الدكتور خالد بن محمد إدريس استشاري طب وجراحة القدم والكاحل، يطرح سؤالاً آخر قبل الإجابة على الأول وهو: هل يمكننا إحياء الموتى؟ الإجابة بالطبع لا. إذن، ما هي الغنغرينا؟ تسمى بالعامية "الغرغرينا" وتعريفها هو مَوات أو أُكال الأنسجة. وعامةً ما يكون ذلك بسبب انحباس في الأوعية الدموية وضعف أو انقطاع تروية الدم لجزء من جسم الإنسان يؤدًي إلى مَوات وأُكال هذا الجزء. وبما أنه لا يمكننا إحياء الميت، فالجزء الذي قد مات يجب إزالته بالطرق الجراحية. وفي نفس الوقت يجب المتابعة مع طبيب جراحة الأوعية الدموية للنظر في إمكانية إجراء عمليات جراحية لتوسيع الشرايين أو حتى زراعة وتوصيل شرايين إلى الجزء المتأثر من الجسد مع أخذ العقاقير الطبية للمساعدة في التروية. اما الجزء الأكثر إصابه بالغنغرينا في جسم الإنسان في بلادنا العربية فهي القدم وأصابعها Foot Gangrene وبالذات لدى مرضى السكر لنفس الأسباب المذكورة أعلاه. ويعتقد البعض أنه عند إزالة أو بتر جزء من القدم، "تمشي الغرغرينا" وهذا اعتقاد خاطئ جداً. لأن الغنغرينا لا تمشي، بل ما يحصل هو زيادة في مَوات الأنسجة بسبب عدم وصول الدم إليها فيضطر الأطباء مرةً أخرى إلى إزالة هذا الجزء من القدم أو الطرف. ولكن من الممكن التقليل من حصول هذا الموقف بالتخطيط الجراحي الجيد والمبني على المفاهمة بين جراح الأوعية الدموية وجراح القدم والكاحل على مدى وصول تروية الدم إلى القدم وما هي احتمالات التئام الجرح بعد العملية في المستوى المختار للبتر. وعادةً تتم عملية البتر بعد الانتهاء من كل فحوصات وعمليات الأوعية الدموية وتوصيل أكبر كمية ممكنة من الدم للقدم.
وماذا عن الخلطات الشعبية والأفكار المغررة بالمرضى لعلاج الغنغرينا؟ كل هذه الخلطات الشعبية ليست مبنية على أي أساس علمي وليس لها مكان في التطبيق حتى لو صلحت مع البعض. إن المكان الأمثل لمثل هذه الأعشاب هو مختبرات التجارب في الجامعات ومراكز الأبحاث العلمية للنظر فيها وتقنينها ومعرفة خيرها من شرها قبل إعطائها لهؤلاء الأبرياء من الناس والإلقاء بهم إلى التهلكة. وعلى سبيل المثال نأخذ المُر، فقد استعمله أهل البادية لسنوات طويلة ولاحظوا أنه يساعد على تنشيف الاجراح بشكل سريع ومن ثم تلتئم وهذا شيء جيد، ولكن أهل البادية الأولين لم يكن لديهم داء السكري، وانحباس في الأوعية الدموية ونقص في تروية الدم إلى الأطراف، فماذا يحصل عندما يضع مريض السكر المُر على جرح قدمه؟.... ينشف بشكل سريع وتبدأ الغنغرينا. إن المُر به مواد قوية جداً لتنشيف الأنسجة، وهذا هو بعينه ما لا نريده لجروح القدم السكرية. إذاً في حالة وجود غنغرينا في جزء من جسد الإنسان يجب عليه مراجعة الأطباء المختصين فوراً لإجراء الفحوصات والتحاليل والمفاهمة مع الطاقم الجراحي لعلاجه بأسرع وقت وبأقل خسارة ممكنة في الجسد. فهنالك الكثير من المرضى الذين كان لديهم غنغرينا تم علاجهم بإزالة أجزاء بسيطة جداً وتماثلوا للشفاء بإذن الله.
قواعد الاهتمام بالقدمين : تؤكد الدكتورة سوسن خنكار أخصائية مرض السكري بمركز رعاية مرضى السكري أن وظيفة خلايا الدم البيضاء تتأثر، كما تضعف الدورة الدموية في مرضى السكري ذوي المستويات المرتفعة من السكر في الدم، بحيث يصبح جلدهم أكثر عرضة للعدوى بالميكروبات والفطريات أو الخراجات من الأشخاص الطبيعيين. ومما يعقد الأمر بالنسبة لمريض السكر هو فقدان الحساسية بالقدمين، فلا يشعر المريض بالحروق أو الجروح أو الكدمات أو العدوى التي يمكن أن تتعرض لها القدمان. ولذلك فإنه من الضروري المعرفة الجيدة بأصول العناية بالقدمين. وأهمها: o "غسل القدمين يوميا" بالصابون والماء الفاتر. o تجفيف القدمين بعناية ورقة بواسطة منشفة ناعمة ونظيفة وخاصة أصابع القدمين. o استخدام الكريمات أو أحد الزيوت الطبية المخففة للاحتكاك مع استعمال بودرة التلك لما بين الأصابع. o عدم استخدام الماء الساخن مطلقا. o استخدام جوارب نظيفة ومريحة وغير ضيقة. o اختيار الحذاء المريح غير الضيق المصنوع من الجلد المرن. o تجنب الأحذية المفتوحة من الأمام. o "فحص الحذاء يوميا" لتجنب وجود أجسام غريبة مثل الحصى،الدبابيس. o عدم المشي عاري القدمين. o "فحص القدمين يوميا" لاكتشاف وجود أي جروح أو خدوش أو بثور أو فقاقيع أو تغيير في لون الجلد. o استشارة الطبيب عند وجود أي جروح بالقدمين أو نمو الأظافر بداخل اللحم أو الإصابة بالفطريات. o تقليم الأظافر باستقامة واستخدام المبرد للتنعيم. o يحظر على مريض السكري أن يقص أو يزيل مسمار القدم أو التصلب الجلدي (الكالو) بنفسه بل يجب أن يذهب إلى الطبيب المختص لإزالته. |
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|